rewaqi.com

المعرفة فن، لكنّ التعليم فن آخر قائم بحدّ ذاته.

خواطر خاطفة،،

قال صلى الله عليه وسلم:"إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ".

حديث شريف صحيح.

واضحة وضوح الشمس في عز انتصافها.

فلا تجعل للكبر إليك سيبلًا.

بسيطة جدًا، فكل ما في الأمر أنْ تتذكر بأنّك إنسان ضعيف جدًا، وأنّ كلّ دنياك لا تساوي عند الله جناح بعوضة، فكيف بك أنت؟!

ولا تظنّ بأنك تعيش في السماء وأن لا مثيل لك، فاليوم أنت في شبابك وغدًا (إن قُدِّر لك عيشه) رجل مسنّ لا حول لك ولا قوة

وحاول أن لا تنسى بأنّك ستنام يومًا تحت الأرض تلتحف الأحجار وتتوسد التراب.

فكّر فيها، ليست صعبة.

الْإِنْسانُ الصَّالِحُ

يفْعَلُ الْخيرَ بِغَضِّ النَّظَرِ عنِ الظُّروف.

أجيء إليك

طفلًا أضاع سني عمره على هوامش منتصف قرن من الزمان،

أجيء إليك

وقد أتعبتني غلطات عمري المبعثرة،

على ظلالك كلّي يموت،

وتقبع الأيام فوق رماد أحلامي.

قدْ يدفعُكَ شخْصٌ واحدٌ أنْ تُحِبَّ مدينًة، ثمّ حيًّا، ثمّ شارعًا، ثمّ أصحابَ الدكاكينِ الموجودةِ فيه، ثمّ الجيرانَ، ثمّ بيتَهُ، ثمّ والديهِ، ثمّ لونَهُ، ثمّ قهوتَهُ، ثمّ المشيَ لمسافاتٍ طويلةٍ، ثمّ التفاصيلَ الصغيرةَ.

شخْصٌ واحدٌ فقط قادرٌ على جعْلِكَ حيًّا بكلِّ ما تملِكُهُ كلمةُ حيّ مِنْ حياةٍ مخزونةٍ.

لا تتأففوا من بيوتٍ تملؤُها الفوضى،،

هي فوضى منظمة، قريبةٌ من القلب، تُعَشْعِشُ فيه، تتربَّعُ في أعلى حُجراته، ينبِضُ بها، وتكاد شرايينُه تسرحُ في خيالاتِ لا حدودَ لها.

استقبلوها بكلِّ رحابةِ صدر، بابتساماتٍ عريضةٍ تملؤُ حجراتِ البيتِ سنابلَ وورودًا جورية وأغصانًا كبيرةً من الياسمين.

فغدًا وربّما اليوم، كأنّها لم تكنْ!

حدثني فقال:

جاري الكتابة،

كنت يوما جميلا

كنت طيرا حرا

وما بين النفس والآخر شغفتني حبا

لدرجة أنك قلت لي وقتها:

لا ماء يرويني مثل تأمل تقاسيم وجهك

أرغبك قربا.

لكنها شرارة الماضي التي جعلت

شيئا مني يشبهك

وكأنك في صدري الليلة.

عندما تخرج ال (آه) من حنجرتك فتمزقك، تمزقك حرفيًا، وعندما يأكل الوجع جسدك من كل ناحية، وحتى الضحكة عندما تصير طريقًا ممهدة لألم شديد ينخر في جسدك كما السوس في جذع الشجرة،

تذكّر بأنك ضعيف هَشّ لا تساوي شيئًا رغم رؤيتك لنفسك بأنّك جبّار وتحتمل كل هذا الألم. تذكّر بأنّ التواضع صفة وليس حالًا، وبأنّ أثرك هو الباقي من بعدك ولا شيء آخر.

فالله يرحمه تخرج من مكانين، من طرف اللسان ومن عميق القلب.

هذه واحدة من تجارب الحياة الموجعة

الحمد لله رب العالمين

لا يَنْسِيَنَّ الثَّلْجُ مِنْكَ حروفَنا،

يومًا ما سَيَموتُ ربيعُكَ،

وسَتَحْيا على الخريفِ

تمامًا كما كُنْتَ في بداياتِك.

نحن أحببناهم بصدق، وهم حاولوا قتلنا بكل الأشياء، وأنا على يقين بأنهم يعرفون بأن الواحد فينا سينهض من جديد كما لو أن شيئا لم يكن، نعم سننهض لأننا خلقنا لذلك، فرغم التعب ومرارة استنشاق هوائهم على ما فعلوه بنا سننهض،، سننهض وسنقطف لهم ياسمينة من القلب مع زجاجة عطرية امتلأت بأنفاسنا التي اختلطت يوما بأنفاسهم، وسنناجي ربنا باكين أن يغفر لهم زلاتهم معنا... فقلوبنا مازالت تحتل مساحات شاسعة من الحب الذي ما عرف شيئا غيره.

وماذا بعد؟!!

خبئيني بين طرفيك اللذين احترت في لونيهما، وغاب الذهن تمامًا في تَأمُّل ذلك الجمال المطلق الذي خطف كل الأبصار لحظة افتراق الجفنين.

دعيني أجدّل تلك الخصيلات الحريرية ولو لمرة واحدة كما لم أفعل من قبل.

كم فرصة فوتُّ لفعل ذلك؟! وما أكثر ما سحقني من فرص..

إليك عزيزي المتلقي القارئ الجميل:

أنت تشبه الحب وتشبه العشق ، أنت مجبول منهما..

ليس لك ميقات لتتوارى خلف الأفق، لأنك الأفق بعينه، وإن كان هناك حينٌ كلَّ يوم لتغيب، فنور طلّاتك دائم الحضور.

كل ربيع الأرض أنت،

وشتاء دائم الحضور

للأسف

لا يوجد وسيلة نقل للجنة سوى عربة نقل الموتى وكفن.

وأسوأ أنواع الرحيل

هو من رحل عنك ولم يرحل منك.

حزن تحت الصفر، في ليلة شتوية أيلولية (باردة)، وذئب الغروب في كَنَفِ قصاصة غيمة ملّت الانتظار، تنبّئ بمطر جميل قادم، على دفتر الفرح ذاته..

ولا شيء يؤنس خيباتنا سواك يا الله!

،، أراك تمشي على أعناق حروفنا ومواجعنا، تنصب لها المشانق في تلك الساحات المطلة على خيبات أملنا، وتقدمها بعد ذلك شواهد ممهورة بكل ما أصابنا في حضورك الغائب من وجع..

إليك وكفى

فلا أرى شيئًا يسعفني للمتابعة

أما وقد بحثت عنه في كل زاوية من زوايا المكان، في كل زقاقه التي لا تجمع إلا الحب، وسرّحت كل الخيالات تناديه ولم أسمع سوى صداها، أما وقد فعلت ذلك ، لأتيقن بأن شمسه غابت وعلى غير عادتها، فما عادت الياسمينة تملأ المكان لا بأوراقها ولا بعبق رائحتها الذي ما زلنا نستنشقه !!

فأين أنت الآن ؟!!

وهل ستسمعني؟!!

وهل لعودتك أيها الجميل سبيل؟!!

ومازالت مراسي الأمسيات تفرش ورودها..

ما أصعب أن تغيّر الأشياء مهنتها!!

ما أصعب أن يغير الجبل مهنته فيغدو سهلًا تذروه الرياح!

وما أصعب أن يتحول رمش العين من فراشات تدغدغ العين في أمسية صيفية إلى أشواك صبّار تستقر في كل حجرة من حجرات القلب!

وشجرة الياسمين (مُرّارًا) خانقًا أيضًا في ذات الأمسية الصيفية!

والظل ذاك الظل يقبع في زاوية الخوف من نسائم الهواء العليل.

خَيْبة،،

أنْ تأتيَ متأخّرًا في ذاتِ الوقتِ الّذي كانَ ينبغي عليك فيه، أنْ تأتيَ قبلَ الجميع.

لا تأتِ متأخرًا أبدًا، مهما كلّفك الحضور بنفس دقات قلبك.

في قاموسِ الكِبْرياءِ

نكتبُ ولا نرسِل

فقط، نقرأ!!

نستطيع فعلَها!!

الحقائب..

لا تعني بالضرورة أنني في ركب الراحلين من المكانِ إلى المكان..

لكنها دائما ما تعني أني لن أراك قريبًا..


حقيقةً

هي ما زالتْ ذلكَ القلبَ النابضَ بنا،

رُغْمَ مرورِ زمنٍ بعيدٍ على الرّحيل.

بينَ منْطوقٍ لمْ يُقصدْ،

ومقصودٍ لمْ يُنطقْ،

تضيعُ الكثيرُ من المحبّة.

عندَ كلّ خيْطٍ رُسِمَ بأناقةٍ من خيوطِ وجهكِ أضعُ عينيَّ وأقرأُ تاريخًا عريقًا ممزوجًا بِعَبَقِ رائحةِ الياسمين، أقرأُ كلّ رواياتِ وحكايا العِشُقِ والأملِ، وكثيرًا من ( آه ) خرجت عُنُوةً من طُهْرِ صدركِ، وتَعْلَقُ بأنفي رائحةُ حبّاتِ النّدى الزكيّةِ المْنسابةِ من جبينكِ الطاهر.

على اِبْتساماتِهم تسْقُط ُ (الآه) في عُمْقِ زَمنٍ منسيّ

ضَحكاتُهم بَلْسَم،

ورقْصاتُ أعيُنِهم حياة،

ودقّاتُ قلوبِهم عالَمٌ آخر

السّلام على وجعِك

لن أرتجفَ بحضرتك، ولن يمنعَني بُعدي عنك من الحضور، فهمساتك ذاتُ الابتسامة الرائعة مبعثٌ على القدوم دائمًا. مسحت عني كثيرًا من أوجاع النّهار، وأنينِ ليلٍ أتعبني حدَّ الأنين،،،،

في وجهك، تلخّصت أجملُ وأسمى حكاياتِ الحبِّ والأملِ وطيبةِ الرُّوح، على قلبك تطرّزت شرايينُ أنثى خالصة،،،

حدّثتني نفسي مرّة، فهمست لي بأنّك أغنيةٌ لا يجيدُها أيُّ ملحِّنٍ للقلوب، وكلماتُك نبعُ ماءٍ لا يرتوي منه أحدٌ أيضًا، وأنّكِ تنثرينَ البيدرَ ابتساماتٍ تنبتُ ورودًا تضاهي أجملَ النّساءِ في جاذبيّتِها،،،

فوجدتِني

شيئًا مني يشبهك،،

إليكَ،، إليكِ

حين يصبح الشوق والحنين على قارعة الطريق ينتظر صاحبه ليمسك بيده إلى مجهول التفاصيل والذي لم تتجسد صورته بعد،

هنا نحن نقف أمام أعظم وأصدق المشاعر التي تشكلت يوما في سراج الليل، على مراسي أمسية يتيمة النجوم، ووحده ضوء القمر، وبقايا شموع ترسل أنفاسها إلى وردة أو وردتين كانتا في القلب

ذات شوق،،،،

عادتك بأن تصيبني بلعنة حروفك، وتقف من بعيد تراقب اغتيالاتها لما أرسم من نصوص أثقلت كاهلي، وتغسل بعد ذلك وجه حروفي لعلي أبدأ من جديد ،،،

حروفي شبت على عواطف ودقات حروفك، وألقت بي على مراسي أمسية ربما طال الشوق إليها، وعندما تحين اللحظة يكون السهم الرائش قد حط ركابه في معقل القلب والعقل معا،،،

ترى ،، أي احتراق للمفردات هنا؟!! وأي مشانق انتصبت للقضاء على الكلمات؟!! وأي سفك مباح للدماء لحروف ما جاء وقت اغتيالها؟!!

وماذا بعد؟!!

ربما حان الوقت لأكتب اسم أحد آخر، وأمزق ما تبقى من رسائلك، فأنا ما تعوّدت الثراء من وسائد الذكريات وألحفة جدرانها الموشحة بالذكريات أيضًا.

فسحة واقع

أسائل عنها هناك، في زاوية الغرفة ذاتها التي رسمت على جدرانها آخر حكاياتها، حيث تلك الوسادة التي بكت على فراق حريرها الأبيض، وعلبة صغيرة اتسعت لخمسة عقود بالتمام والوجع.

علبة لم تنتظر نفاد آخر حبة فيها، بل كانت على عجل، تاركة وراءها بعض فصول الحكايات التي لم تنته بعد، لأتيه أنا في أحداث هي بالأصل ضائعة على قارعة درب لا سبيل له، وربما لا وجود له أيضًا.

رغم برودة الشتاء إلا أن تأمل تقاسيم وجهها الوضّاء كان دفئا نابضًا بالعشق والبراءة.

عيناها بحر تلخص وجه السماء على أمواجه الساكنة، وغصن البان كان يكِنُّ غيرته في لحائه.

حتى خرقتها البيضاء فاقت بجمالها ونقائها غيمة صيفية تكاد عروقها تسيطر على المشهد أكثر منها.

ليلة يحرقني فيها الشوق إليك!!

يا صاحبي،

كلما شعرتَ بخشونة الأيادي التي تلامسها رغم نعومتها، تأكد بأن يديّ جداول ماء، وشراييني سنابل قمح تنبت لعينيك منذ أكثر من أربعة عقود.

كثيرًا ما أويت إليك منكسرًا، وأكثر عندما كنت تنتظرني بلهفة لأرمّم ما تبقى منك، لأدرك حينها معنى القلبين في جسد واحد، في روح واحدة.

يا صاحبي، خبّئ بين طرفيك ذكرى هذه السنوات التي قضيناها سوية، غلّفها بقطعة بيضاء من الشوق والحنين لكل تلك الأمسيات، ارسم مع كل حكاية ضحكة، ومع كل موقف ابتسامة، لعلّ شيئًا منها يعينك على الدرب الذي أرجو أن يكون حافلًا بالنجاح.

كثيرًا ما بحثت عن روح على مقياس القلب الذي لم يعد ينبض إلا بشرايينك أنت، فتوقف العمر عند كل ذرة هواء في صدرك، في رئتيك.

السلام على قلبك الجميل أيها الجميل، على نبضك، على كل تعبك وعلى عينيك الغائرتين في كل وجداني، على هذا التزاحم حولك من الشوق ولحظة لقاء ستقبع حتمًا في ذاكرة العمر.

حافظ على مقتنيات قلبك

لأنها لا تعوض، لا يمكن تعويضها بأي ثمن، منها مازلتَ تتنفس عبق رائحته فوق الأرض، ومنها تحت الثرى إلى حيث اللاعودة، وداع أخير ويتيم، وربما دون قبلة على جبين أو تلويح يد، وربما نظرة خاطفة ولو من بعيد.

بعض شرايين القلب التي تغلفه تؤلمك، توجعك كثيرًا، تدمي قلبك تمامًا، لكنك لا تستطيع الاستغناء عنها.

لا تستطيع يا رفيقي.

خذيني إليك،،

حيث تلك الابتسامة التي ترسم الحياة ربيعًا خالصًا مغلفًا بغيمات ناصعة البياض قاربت على عناق كل تلك الخضرة الممتدة على مساحات المكان.

خبئيني بين طرفيك اللذين احترت في لونيهما، وغاب الذهن تمامًا في تأمل ذلك الجمال المطلق الذي خطف كل الأبصار لحظة افتراق الجفنين.

دعيني أجدّل تلك الخصيلات الحريرية ولو لمرة واحدة كما لم أفعل من قبل، كم فرصة فوت في فعل ذلك؟! وما أكثر ما سحقني من فرص.

امنحيني فرصة لضحكة واحدة يزول بها كل الوجع ولو لثانية واحدة، لضحكة توقف (الآه) التي مازالت تئن وفي أنينها كل وجع وألم وحسرة وبركان ثائر من الشوق.

أتعرفين؟!

هناك قلوب كثيرة شغوفة بحبك، هامت بك، ورقصة منفردة بالحنين.